بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل خضت يوماً معركة و جربت آلامها و أفراحها عرفت طعم النصر
وتذوقت مرارة الهزيمة.
بل و أكثر هل جربت أن تخوض معركة ضد أعدى أعدائك
دعني أخبرك أولا من هذا العدو إنه نفسك،أراك تتعجب نعم إنها النفس
و دعني أسوق لك مثال علي هذا هل تعرف أنك عندما تشعر بالرغبة في
ارتكاب معصية
إن هذا لا يكون من فعل الشيطان وحده إنه فقط يشعل الفتيل
و يترك لنفسك مهمة تزكية النيران
حتى تصبح حريق يتأجج في داخلك ،
فإذا استطعت أن تكبح جماح نفسك فإنه يجرب معها معصية أخري وأخري
فإما أن تُهزم وإما يمل منك فيتركك من هنا استوحيت هذا العنوان إنها
معركة
و لكن دعني قبل أن ننزل إلي الميدان
أوضح لك بعض نقاط القوة والضعف في عدونا
حتى نتمكن من محاربته.
كلما ارتكبت معصية كلما تعودت عليها نفسك و أصبحت لا تستطيع
الاستغناء عنها
و كلما استمر تكرارك لهذه المعصية كلما أصبح الرجوع عنها صعب
لكن تذكر إنه ليس مستحيل،إن نفسك عندما يوحي إليها بالمعصية لهي
اغبي ما خلق الله
كلما حاولت أن تقنعها أن هذا خطأ و حاولت أن توقفها
فهي لا تقتنع و تصر علي الخطأ و لكن لها نقطة ضعف رائعة
فإنك إذا ما واجهتها بقوة و بالأسلحة المناسبة
و أصررت أنت الأخر علي عدم الوقوع في المعصية
فإنها ترتجع ولكنها لا تيأس ولكن استعد أكثر فإنها ستعاود الإلحاح
أو بمعني أخر سيعاود الشيطان الهجوم مرة أخري،
تذكر هذا جيداً لتستخدمه علي ارض المعركة هل أنت جاهز؟
هيا بنا
انظر معي أنت الآن أمير علي مدينة جميلة لها قلعتها الحصينة التي
تتولي الدفاع عنها و أسوار عالية تحميها و أبراج و لها أيضاً
مواردها التي تعتمد عليها و تقوم بالتبادل في هذه الموارد مع المدن
المجاورة دورك كقائد للمدينة يدعوك إلي
تحيط بك المطامع من كل جانب و العدو يتربص بك و يتواجد بجانبك
المدن الصديقة أيضا، دائما ما تبدأ هجمات العدو بمناوشات و كلما
استحكمت تحصيناتك كانت المناوشات أكثر ضراوة و لكن لا تيأس و لا
تتخاذل وحذار من أن ينال منك بمناوشاته ليشغلك عن هدفه الأكبر.
تفقد أمورها وحث مواطنيها علي العمل و ألإنتاج و تعمل دوماً علي
تنمية مواردها.
لنعود إلي ارض الواقع ثانية حتى تفهم، فهذه المدينة الجميلة هي
نفسك و قلعتها و أسوارها هو ما سلحت به نفسك من عقيدة و
إيمان و فكر سليم رسخت في ذهنك و في نفسك عبر السنين و هذه الأشياء
مهمتها إلي جانب عزيمتك أن تحمي هذه النفس، لكن عليك كقائد لها
دوماً أن تتأكد من هذه الاستحكامات أن تنميها أن تشجع أهل هذه
المدينة علي مساعدتك أي أن تشجع نفسك علي أن تكون أقوي في وجه
الشيطان.
دوماً ما يبدأا لشيطان معك بمناوشات في أمور صغيره
يحاول أن يصور لك انك لن تضار شئ من فعلها و انك ستبقي القوي
كما كنت لكن هيهات فإن فعلت ما يوحي لك به فقد استجبت
لمناوشاته
و إن لم تكن حذر ...... لنعد إلي أرض المعركة.
يلوح في الأفق بعض من قوات العدو لكنها ليست بالكثيرة مهمة هذه
القوات
أن تناوش استحكاماتك لماذا؟ حتى يجد ثغره في استحكاماتك فينفذ منها
و يجتاحك
صدقني بعد حدوث ثغره في استحكامات مدينتك
سوف يصعب عليك بشده أن تعيد مدينتك
لما كانت عليه ستظهر اطمع أخرى و أخرى تعمل بسرعة علي هزيمتك.
ماذا يحدث يحدثك الشيطان بأنك لو فعلت كذا فانه شئ بسيط و لا مشكله
منها
و يحاول أن يقنع نفسك بهذا فلو حدث و استجبت له
فقد حدثت الثغرة انهارت جزء من أسوارك و الأسوأ
إن أصبح للعدو رجال داخل أرضك و اقصد بهم ما تتركه المعصية الصغيرة
في نفسك
يعمل هؤلاء الرجال علي إلا تغلق هذه الثغرة أبدا
بل يعملوا علي تزكيتها استعداداً لهجوم من قوات العدو الكاملة التي تجتاح مدينتك
المشكلة أن نفسك في هذه اللحظات تبدأ في الاستجابة لرغباتها و
أطماعها و تصبح عامل ضغط عليك أيضا حتى ترتكب معصية اكبر و اكبر و
صدقني محولات إرجاعها بعد هذه الثغرة تكون غاية في الصعوبة و تحتاج
منك إلي مجود رهيب فقد تمكن العدو من أن يهز استقرارها بمناوشاته
البسيطة و هي استجابة له فتريد أن تكمل في هذا الطريق المظلم .
ماذا أفعل؟
أولاً
زد في استحكاماتك و اشحذ همة مدينتك ذكرها بان النصر قريب وان الله
معك في هذه المعركة زد من الجانب الروحاني لنفسك و حاول أن تعلو
بها فوق فكرة الهزيمة و الاجتياح ذكرها بمن جاهدوا و انتصروا إن
النصر ليس بمستحيل لكنه جهد عظيم اقترب منا الله فهو اقوي عون في هذه
اللحظات و أعظم ما يمكن أن يشحذ همة مدينتك.
ثانياً
إياك إياك و الاستجابة لمناوشات العدو مهما ظهرت صغيره و تذكر مشهد
اجتياح مدينتك لو تمكنت منك هذه المناوشات، وهنا تظهر عزيمتك التي
يبني عليها جزء كبير من الفوز فأنت مسئول عن هذه المدينة ستسأل يوم
القيامة عن نفسك و كيف تركتها تجتاح دون أن تعينها علي العدو فهل
تريد أن تقف موقف المقصر؟؟.
ثالثاً
اطلب المدد من أقرب المدن(1) إليك اقصد بالمدن هنا أصدقائك و من
تثق بهم ممن يجعلك وجودك بينهم اقوي أمام الشيطان و في حاله نسيه لا
تمكنه من خداعك استمد منهم قوه اكبر وتواجد دوماً معهم.
أرفع سلاحك أيها الفارس و أيتها الفارسة و دافعوا بكل قوه بل
واستمدوا القوة لتحولوا دفاعكم إلي هجوم فتمحوا أي أثر لهذا العدو
من علي أرضكم فتهنئوا برضا الله في الدنيا و الآخرة.
صديقي
لا تظن أن المعركة سهله
بل إنها في غاية الصعوبة إنها معركة الدنيا
لكنها معركة كبيرة تستحق أن ينتصر فيها الإنسان
مهما كان المقابل
لأن الفوز الأكبر ليس في هذه الدنيا لكن في الجنة
و إن فزت فقد فزت بنفسك في الدنيا وهي أغلي ما تملك،
فقاتل حتى أخر رمق و لا تيأس إن هزمت في موقعه
فاكسب عشرات غيرها و مت وأنت مرتكزا على سيفك
تحاول أن تغمده في قلب عدوك
أحسن من أن تلقي بنفسك في أحضانه.
**************************************
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبناعلى دينك
منقول للفائده